تمثل الأسرة اللبنة الأولى والأساسية في مجال تلقين أسس الحياة وترسيخ مبادئ التفاعل وتعليم قواعد التواصل والحوار ، وذلك لأن خلق أجواء صالحة وملائمة لتربية الأبناء يعدُهم للمشاركة في حياة المجتمع ،ويمدهم بالوسائل التي تهيء لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع .
ويمكن القول أن للأسرة دورًا كبيرًا في تشكيل أخلاق وسلوك الأبناء ،فهي التي تؤمن للطفل تفتحه الشخصي و النفسي وتكيفه الاجتماعي. وفي كنفها يتعلم قواعد الحوار وآداب التواصل ،وفي ظلها يدرك حريته وحدوده ويميز بين حقوقه وواجباته.
وإن من أهم أدوات استقرار الأسرة هو التواصل والحوار ،إذ أن التواصل الأسري الإيجابي مفتاح سحري لسعادة الأسرة يجلب لها التفاهم والتودد والتكامل ، وعلى النقيض من ذلك فإن التواصل الأسري السلبي مفتاح الشقاء في الأسرة يجلب لها الخصام والصدام والجفاء ثم الضياع والتشرد والانحراف .
ولمزيد من إلقاء الضوء سـ نورد بعض المفاهيم والوسائل التي تساعد الأسرة على التواصل فيما بينها بلغة بسيطة وميسرة ، حيث يمكن تعريف التواصل الأسري بكونه لغة التفاهم والتحاور بين أفراد الأسرة والذي يتخذ عدة أشكال تواصليه ، منها الكلام والحركات والتعبيرات والإشارات وغيرها من الرموز اللفظية وغير اللفظية التي يقوم عليها التفاعل والتوافق بين أفراد الأسرة .
ومن بين العوامل التي تؤدي إلى غياب التواصل الأسري الجيد:
- عدم تعود الوالدين على قيم وثقافة التواصل .
- سيادة قيم سلبية لدى الوالدين تجاه أبنائهم ،كضرورة انصياع الأبناء لرغبات وقرارات الوالدين دون مناقشتهما في ذلك.
- ضغوطات العمل والمتطلبات الأسرية للوالدين ،قد تجعلهما يهملان تتبع وتربية أبنائها، وبالتالي ينعدم التواصل في القضايا والحاجيات والمشاكل التي تهم الأسرة وخاصة الأبناء.
- سوء التعامل مع جهاز التلفاز وقنوات التواصل الاجتماعي والتي تستحوذ على وقت اجتماع الأسرة الشحيح.
- إقامة حواجز بين الوالدين والأبناء باسم الحياء والوقار فيحرم الأبناء من تجاربهما وتوجيهاتهما
وفي هذا المقام أذكر بأهم وسائل إرساء التواصل الأسري الجيد مع الأبناء .
- حسن العشرة بالمعروف وكف الأذى، فيؤدي الآباء ما وجب عليهم تجاه الأبناء ويبذل الأبناء ما فرض عليهم من واجبات الإحسان .
- العناية بإقامة الدين في الأسرة فالتذكير بالصلوات الخمس تواصل وبذل النصح في الدين تواصل .
- تناقش شؤون الأسرة مهما بدت بسيطة من خلال عقد مجالس أسرية منتظمة يسودها الحوار الحقيقي الذي هو جدال بالحسنى وهو يعني شرح وجهة نظر شخصية أكثر من أن يعني الحرص على تغيير وجهة نظر الطرف الآخر
وأخيراً ...
ليبذل الوالدين الجهد لإيجاد القاسم المشترك بينهم وبين أبنائهما وخاصة أننا نمر بمرحلة صعبة ،تتسم بالتغير والتطور ،مرحلة تتطلب منا إيجاد أنجح السبل التي تسهم بشكل أو بآخر في خلق علاقة بناءة لتكون جسر متين تعبر عليه الأجيال القادمة بأمان .
زينب نايف الاحمديمستشار معتمد في التخطيط الاستراتيجيإدارة الخدمات المجتمعية والتوعية - برنامج الأمان الأسري الوطني