ما هي الدوافع؟ الدافع
هو القوة التي تجعل الفرد ينشط لإصدار سلسلة من الأساليب السلوكية بحيث
تتجه هذه الأساليب نحو تحقيق هدف معين ثم تتوقف إذا تحقق الهدف.
فالقاعدة النفسية ترى أن كل سلوك يصدر من الفرد يكون وراءه دافع سواء أكان دافعاً فطرياً أم دافعاً نفسياً.
وللدافع وظيفتين أساسيتين في الشخصية تجعل الفرد يستطيع التكيف والتوافق في المجتمع سواء على مستوى السواء أو اللا سواء، فالوظيفة الأولى: هي تنشيط السلوك. والوظيفة الثانية : هي توجيه السلوك الوجهة الخاصة بتحقيق الهدف. ففي
الوظيفة الأولى للدافع نجد فيها أن شدة الدافع تتناسب طردياً مع درجة
النشاط أو الطاقة المبذولة التي يقوم بها الفرد، بمعنى أنه كلما زاد وقت
الحرمان من الوصول للهدف زاد النشاط المبذول والعكس صحيح. أما
الوظيفة الثانية للدافع نجد فيها أن النشاط أو الطاقة المبذولة لا تبذل
عشوائياً بل تكون موجهة توجيهاً خاصا لتحقيق الهدف المنشود.
من أين تأتى الدوافع؟
إن الدوافع تأتى من الرغبات المشتعلة، بمعنى أنه أذا كان لديك رغبة قوية جداً لتحقيق شيء ما فسيكون من المستحيل أن يقف أمامك أى عائق لمنعك من تحقيق هذا الشيء. هناك عدة أنواع للدوافع، النوع الأول وهو دافع البقاء،
فإن دافع البقاء من أقوى الدوافع، وهو الذى يجبر الانسان على إشباع حاجته
الأساسية مثل الطعام والماء والهواء والأمان، فعند نقص أي من هذه الحاجات
فإنه يوجد دافع داخل جسم الأنسان يرسل إشارات إلى الأجهزة العصبية فى جسم
الأنسان لإشباع هذه الحاجات وعند اشباعها يرجع الجسم لعادته. أما النوع الثاني فهي الدوافع الخارجية،
وهذا النوع من الدوافع يكون مصدره من الأخرين (العالم الخارجي) فمن الممكن
أن يكون من محاضر ممتاز، محاضرة أعجبتك، أحد أصدقائك، أحد أفراد عائلتك،
رئيسك فى العمل .. إلخ . ولكن
مشكلة الدوافع الخارجية أنها سريعة الزوال بمعنى أن تأثيرها مؤقت، وهذا ما
نلاحظه عند حضورنا محاضرة أو قراءة كتاب، فبعد هذه المحاضرة سنكون فى قمة
الحماس وبعد أسبوع من المحاضرة نجد أن حماسنا قلّ إلى حدٍ ما وبعد ستة أشهر
من المحاضرة لا أعلم هل سنجد أي من هذا الحماس موجود ؟؟.. وللأسف
يعتمد الأنسان إعتماداً كبيراً على الدوافع الخارجية، فكلنا ننتظر التقدير
من الأخرين، ونحتاج للرضا من الأخرين، ونريد أن ينظر الناس إلينا نظرة
أحترام حتى نشعر بقيمة أنفسنا. والنوع الثالث هو الدوافع الداخلية
وهو أقواها وأكثرها بقاءً بحيث أنك بالدافع الداخلي تكون موجهاً عن طريق
قواك الداخلية الذاتية التى تقودك لتحقيق نتائج عظيمة. فبعض الأشخاص ترتبط
عزيمتها بأن تكون مكتسبة من شخص معين ولكن المشكلة هنا إذا أختفى هذا الشخص
من حياتنا هل ستتوقف الحياة، أما إذا كانت دوافعه مرتبطة به شخصياً فأعتقد
أنها لن تختفى. وهذه الدوافع
تكون السبب فى أن يقوم الشخص العادي بعمل أشياء أعلى من المستوى العادي
ويصل أيضاً نتائج عظيمة، وهي القوة الكامنة وراء نجاح أي انسان.. هي الفرق
الذى يوضح التباين فى حياة الأشخاص.. هي القوة التى تدفعك الى أن تزرع
الزهور بنفسك بدلاً أن تنتظر أحداً يقوم بتقديمها لك.. الدوافع الداخلية هي
النور الذى يشع من أنفسنا. على الاخصائي النفسي معرفة ماهي دوافع المريض التي توجه سلوكه، إذا كانت دوافع عدائية تقضي على مستقبله أم أنها دوافع بناءه تبني مستقبله.
ويستطيع الأخصائي ملاحظة نوع دوافع المريض من خلال طرح بعض الاسئلة عليه مثل:
ماذا تعني لك الحياة بصفة عامة؟
أو ماهو هدفك في الحياة وماذا تريد أن تحقق؟
أو ماذا تعمل ولماذا أخترت هذه المهنة بالذات؟
فمن خلال هذه الاسئلة يلاحظ الاخصائي المجالات التي تنتمي إليها دوافع المريض مثل: حب السيطرة أو تأكيد الذات أو الهروب وغيرها.
ومن هذه الدوافع: هل لدية دافع لتغيير شخصيته إلى الأحسن ويتقبل كلام الأخصائي وعلاجه.
سارة أبو السمح
مساعد أخصائي نفسي