العنف
موجود منذ وجود البشرية بجميع أشكاله وانواعة حيث إن تركيبة بعض الشخصيات
في حالة وجود البيئة المناسبة يوجد بها عدوان..ولكن ما اختلف
الآن وفي عصرنا الحالي هو اختلاف الدرجة وليس النوع وذالك بسبب دخول عوامل
جديدة على الدوافع وراء العنف ومن أول هذه العوامل هي متطلبات الحياة
العصرية مقارنة بالحياة القديمة والتي متطلباتها اقل بكثير من متطلبات
الحياة العصرية مما يجعل ضغوط الحياة اقل وبالتالي الضغوط النفسية
والاجتماعية والاقتصادية أقل أيضا وثانياً:
التوسعة الجغرافية والعولمة أدت إلى اختلال في الترابط الموجود بين أفراد
الأسرة الواحدة والترابط بين الأقرباء من الدرجة الأولى الذي أصبح في تلاشي
بينما هو من القوى في الزمن القديم والترابط يعني الاحترام المتبادل يعني
طاعة الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير.والعامل الثالث
هو اختلاف مفاهيم التربية والتعليم وأساليبها من جيل إلى جيل ويقابلة
الاختلاف في إدراك الأطفال للانفتاح الإعلامي بجميع أشكاله المرئية
والمقرؤة والمسموعة. والعامل الرابع
هو ضعف الوازع الديني وعدم التقيد بالعادات والتقاليد الاجتماعية ذات
القيمة والفائدة ويتدرج تحت هذا العامل الكثير من الدوافع للعنف
الأسري..حيث أن الالتزام بالتطبيقات الأسرية والشرعية في معاملة الأزواج
والأبناء كما رسمها الدين الحنيف يجعل التجاوزات كثيرة في الزواج والإنجاب
والمعاملة الحسنة والطلاق إضافة إلى انتشار الأمراض الجسدية والنفسية
وانتشار الرذيلة بجميع أنواعها من تعاطي المخدرات وممارسة الفحشاء فماذا
ينتظر بعد ذالك من تجاوزات إذا لم يحافظ الإنسان على النفس والجسد هي أمانة
يسأل عنها أمام الله فكيف يحافظ على من هم عندة وهو غير قادر على حماية
نفسه وجسده ورعايته فكيف يحمي غيرة سواء كان زواجه أو ابنة أو أم أو أب أو
زوج أو أخ أو أي
قريب إن فاقد الشئ لا يعطيه والإنسان المعنف للغير هو إنسان غير متوازن في
رعاية نفسه ومعنفا لها إنه إنسان مريض ينشر العدوى للآخرين لذالك علينا
علاج وإصلاح المعنفين قبل إنقاذ المعنفين.
أ/مها ناصر
أخصائيه نفسية
جدة:مكتب السكينة للاستشارات النفسية والتدريب