يعد الإرشاد السلوكي من أبرز أساليب الإرشاد النفسي. ويستمد هذا الأسلوب من النظرية السلوكية بما تتضمنه من إرشاد سلوكي أو علاج سلوكي. وذلك لكونهما وجهين لعملة واحدة. وتعد النظرية السلوكية من أهم النظريات التي من شأنها المساهمة في تغيير أو تعديل سلوك الأفراد، حيث أن سلوك الأفراد يعتمد في الأساس على التعلم ومن خلال التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة تساعده على توجيه أو تعديل أو تغيير سلوكه بما يحقق أهدافه المرجوة. ومن خلال التجربة المهنية في مجال الإرشاد الأسري والنفسي فقد وجد المستشارين النفسيين أن لجلسات الإرشاد السلوكي دور كبير في تخفيف التأزم النفسي الذي حصل مع الحالات المتعرضة للعنف الأسري ،كنتيجة طبيعية ومتوقعة لما واجهته من تعنيف على اختلاف أنواعه ومستوياته. سواء أكان تعنيف لفظي أو بدني أو جنسي وتفاوت آثاره على نفسية الضحايا. حيث خضعت هذه الحالات الى برنامج علاجي نفسي مدروس ويلائم احتياج الضحية وما تعرضت له. فقد تم تخفيف القلق الحاصل من العنف والشعور بالإحباط والدونية وتأنيب الضمير وبعض الانعكاسات النفسية والسلوكية مثل صعوبة النطق أو الانعزال وانخفاض المستوى التحصيلي. وكان للبرامج العلاجية النفسية المدروسة دور كبير في نجاة الضحايا وقدرتهم على تجاوز الأزمة النفسية. ولذلك فمن المهم أن يأخذ جميع المهنيين الممارسين في المجال النفسي والذين يتعاملون مع المعنفين أسرياً على عاتقهم بالاهتمام بتقديم الإرشاد النفسي السلوكي المبكر. وأن يطبقوا الإرشاد بشكل مهني وصحيح حتى يتمكنوا من مساعدة الضحايا في تجاوز الأزمة وينطلقوا في أداء دورهم الأسري بشكل سليم ويخدموا المجتمع بشكل فعال.
ومن هذا المنطلق فإنني أجد أن أهم وسيلة من الممكن ان تساعد المهنيين في وضع البرامج العلاجية الناجحة هو اطلاعهم على كل ما هو جديد في مجال العمل النفسي. ولا يكون ذلك الا من خلال القراءة والاطلاع المستمر على البحوث الدراسات في هذا الجانب. بالإضافة الى الالتحاق بالدورات التدريبية المتخصصة التي من شأنها تطوير مهاراتهم المهنية وصقل خبراتهم. حتى يتمكنوا وزملائهم من التخصصات الأخرى المعنية بمعالجة هذه الظاهرة و الحد من آثارها على المجتمع.
المستشار النفسي والأسري د. عبدالرحمن محمد الصالح
إدارة التطوير والتدريب ، برنامج الأمان الأسري الوطني