الطفلة : بابا شوف رسمتي ..
الأب: هااه .. مطأطأ على جهازه المحمول ولم يرفع عينيه عنه
الطفلة
: يا بابا شوف هنا انت وهذي ماما واقفه جنبك وحطيت لها مكياج وانت شوف
رسمتك لا بس شماغك وهذا اخوي فهد وهذي اختي هند وهذي أنا ماسكه خمس وردات
وحده لك ووحده لماما ولكل واحد وردة
الأب: ايش .. وهو مازال مطأطأ الرأس حاضر الجسد غائب العقل عن ما تقوله الرسامة الصغيره
الطفلة : بابا التفت لي شوف رسمتي وببراءتها وتلقائيتها امسكت بوجهه لكي توجهه اليها وكانها تحرك صحن لاقط للبث الفضائي
فاستشاط غضبا ونهرها ان لم يكن صفعها قائلا انا مانيب فاضي لخرابيطك
***
مرت سنه تلو سنه
كهل: يا بنتي جيبي لي كاس ماء .. مخاطبا ابنته الجالسة مقابل التلفاز
البنت: هااه, عيناها مسمرة على التلفاز
الكهل: عطشان ابي كاس ماء
البنت: وشو ، ولم تلتفت الى الكهل ولم تعره اهتماما
وغفا الكهل على الاريكة ينتظر كاس ماء يبل ريقه ونام ولم يشرب
***
صورتين من خيالي ..
الاولى
تربت البنت على الاهمال والقسوه وعدم المبالاه لاهتماماتها او مواهبها ..
لقد بحثت عن صديقها الحنون وصديقتها الرؤوم في طفولتها ولم تجدهم ولم يعرها
احدا اي اهتمام فالطفل يحتاج لمن يحاوره ويشجعه على مواهبه واذا اخطأ يكون
اليد التي توجهه للطريق السليم
الثانيه
حينما احتاجها احد الوالدين كصديقه وبنت حنون لم يجدها لانه لن يهتم او
يعمل او يجتهد في كسبها كصديقة ويربيها على الحنان والاهتمام وحب الخير
وطاعة الوالدين فالتربية يا سادة باتت هذه الأيام من شؤون الخدم وأصبحنا
آباء وامهات بالإسم فقط
وفعلا من جد في التربية وجد البر والرعايه في الكبر
ومن زرع اخلاقا وأدبا وحبا في ابنائه حصد ذرية تحمل مازرع
محمد الهاجري
أخصائي العلاقات العامة ، برنامج الأمان الأسري