إن مجرد التفكير في حصر النهضة التنموية التي تحققت في عهده الميمون -رحمه الله- يمثل تحديا لذكر سيرة تاريخ عطر يبدأ من اهتمام بالغ بالمواطن واحتياجاته في لحمة حاكم ووطن يعكس شخصية الأب الذي حرص على تنمية كل فرد في شعبه تعليميا بإنشاء ثمانية وعشرون جامعة وبرنامج طموح للابتعاث الخارجي شمل مايزيد عن ألفين مبتعث من أبناء الوطن كان يرى فيهم أملا للغد.
هذا الرجل الذي اهتم بالأسرة السعودية حقوقيا ونفسيا فقرر إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني بعد شهرين من توليه لمقاليد الحكم راصدا له ميزانية سخية ليكون تحت رعاية وإدارة كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود -حفظها الله- والتي حرصت بكل جهد ودعم لتحقيق رؤية والدها في انجازالأهداف الأساسية لإنشاء برنامج وطني يهدف إلى حماية الأسرة من التداعيات السلبية للعنف وحماية أطفال اليوم وجيل المستقبل من الإيذاء والإهمال، ويعمل على تحقيق تمكين فعال ومناصرة للمرأة السعودية التي حصلت على كامل الاهتمام في عهده-رحمه الله- دعما وتوجيها لنيل مكانتها وحقوقها لتكون شريكا في تنمية المجتمع.
كما شمل الاهتمام رعاية الأسرة صحيا فتم في عهده انشاء ستة مدن طبية وإحدى عشر مستشفى تخصصي واثنان وثلاثين مستشفى عام، وكذلك أحد عشرة مدينة رياضية.
وخدمات جليلة للاسلام تشهد بها التوسعة للمسجد الحرام.كما ولاننسى مركز الملك عبدالله للحوار الذي يجمع العالم على التفاهم والتعايش الإنساني بين الأديان والثقافات ممثلا رؤية حضارية للعلاقات الإنسانية.
ملكنا الراحل الذي تعفف في رقي عن لقب ملك الإنسانية وملك القلوب سيبقى دوما في ذاكرة التاريخ الإسلامي والإنساني والضمير المجتمعي لأبناء الوطن ممن عاصروه أو ممن سيقرأ سيرته في عبق التاريخ ملكا حظي بالهيئة والوقار ممزوجة بالحب والولاء.
سيبقى عبدالله بن عبدالعزيز ملكا للإنسانية وملكا للقلوب، وسيظل الجميع يذكرون كلمة الاب الذي خاطب شعبه" أنا بخير مادام أنتم بخير" وسيظل أطفال الوطن يرددون "بابا عبدالله ياغالي".وأعان خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز على مواصلة الدرب فهو خير خلف لخير سلف، وحفظ الله وطننا العزيز من كل مكروه.
الدكتورة مها عبدالله المنيف - المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني