الــــتـــدخــيـن فــي ســــــن الــطفـــــــــولــــــــة
يعد التدخين ممارسة سلبية وعامل من العوامل الرئيسة المسببة لأمراض عدة يمكن أن تصيب المدخن منها سرطان الرئة والنوبات القلبية وغيرها الكثير ، ومع ازدياد ظاهرة التدخين لدى صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس بدأ الأطفال يقتدون بهذه الشرائح المنوعة المكونة للمجتمع فبدأ الأطفال أيضاً يتعاطون السجائر في سن مبكر من حياتهم ذلك تقليداً لمن هم أكبر سناً سوآءا كانوا الوالدين أو الاصدقاء أو حتى من يظهرون في الاعلام المرئي .
ما الذي يدفع الطفل للتدخين :
توجد العديد من الأسباب والتي لا يمكن حصرها قد تدفع الطفل لتجربة التدخين أو الإدمان عليه ومن أبرزها:
- مواكبة الجماعة التي ينتمي لها الطفل وشعوره بضرورة الاندماج .
- تقليد أحد الوالدين حيث يعتبرهم الاطفال القدوة منذ الصغر.
- تقليد المشاهير من اللاعبين أو الفنانين ومن يظهرون في الإعلام المرئي .
- شعور الطفل بأن الإمساك بالسيجارة يجعله يبدو أكثر جاذبية وأكبر سناً .
- الرفقة السيئة والتشجيع على هذا السلوك .
- وسيلة لتأكيد الذات والتعبير أيضأ عن التمرد والخروج من المألوف .
- وسائل الاعلام والتي تسوق وتروج للتدخين
- انخفاض المستوى الثقافي للأسرة وتوفر مناخ تنخفض فيه الرقابة والمتابعة من الاسرة .
- الفراغ الكبير لدى الاطفال .
- العنف والتفكك الاسري في بعض الاحيان .
- انخفاض مستوى التوعية في المدارس عن مخاطر التدخين وآثاره السلبية على الصحة.
علامات تحذيرية :
لابد أن يبقى الوالدان في حالة يقظه في حال وجود أي مؤشرات تنذر بوجود مشكلة لدى الطفل ومنها:
- ابتعاد الطفل عن والديه بشكل ملحوظ والانعزال .
- اكتشاف أن أحد أصدقاء الطفل يدخن أو يحاول التدخين .
- رائحة الملابس الخاصة بالطفل.
- السعال وضيق في التنفس بشكل ملحوظ ومستمر.
- تغير طفيف في الصوت ورائحة فم كريهة .
- تصبغ في الاسنان وتلونها.
إرشادات هامة لكل مرحلة عمرية :
على الوالدين اختيار العبارات والافكار التي يتم التحدث بها مع الطفل عن التدخين ، حيث يجب ان تكون مرنة وتلائم كل مرحلة عمرية فمستوى الادراك يختلف عند الطفل حسب سنه ويمكن إتباع الاتي لإحراز أفضل النتائج :
من المرحلة العمرية من 6-8 أعوام :
مع الاطفال في سن الطفولة المبكرة يمكن استخدام الكلمات البسيطة جداً التي تعبر عن الضيق أو عدم الموافقة على سلوك شخص تم مشاهدته وهو يدخن في الشارع أو في التلفاز على سبيل المثال ، وبذلك يتلقى الطفل رسالة ضمنية غير مباشرة أن التدخين عادة سيئة و سلوك غير محمود وضار .
المرحلة العمرية من 9-11 عاماً :
يمكن استخدام الصور المرئية والتي تعبر عن الرسالة الموجهة عن التدخين ، مثل إعلان دعائي أو مقطع تمثيلي يتم فيه استخدام السجائر ومن بعدها يتم التحدث مع الطفل باستخدام الحوار الهادئ والبعد عن إلقاء المحاضرات أو المواعظ حول الموضوع ، ويمكن الاستعانة بشبكة الانترنت لتوضيح بعض المخاطر المتعلقة بالتدخين وآثاره السلبية .
المرحلة العمرية من 12-15 عاماً :
يجب زيادة الوعي والتأكيد على أضرار التدخين في هذه المرحلة العمرية ، وذلك بضرب أمثلة من محيط الطفل أو خارجه عن ضحايا التدخين ، واستعراض الامراض التي تحدث جراءه ، لكن يجب التنبه بأنه لا يوصى بهذه الخطوة لدى الاطفال في سن الطفولة المبكرة .
المرحلة العمرية من 16-18 عاماً :
- طرح أسئلة محددة : فقد لا يعتبر المراهقون أنفسهم مدخنين، حتى لو كانوا يدخنون السجائر على أساس منتظم لذلك فبدلا من سؤال المراهق ما إذا كان يدخن أم لا، يفضل أن نسأله، على سبيل المثال، إذا كان قد دخن سيجارة واحدة حتى في الأيام الـ 30 الماضية أم لا أو أن نسأله تحديدا كم عدد السجائر التي دخنها في الأسبوع الماضي .
- عرض صور للمدخنين والنتائج المترتبة عليه والى أي مدى تكمن خطورة التدخين وأثره السلبي على الصحة .
- الحفاظ على السرية : يمكن الاستعانة بأطباء مختصين لشرح خطورة التدخين على المدى البعيد ، فقد يكون المراهقون أكثر انفتاحا للحديث عن سلوك التدخين إذا تأكدوا أن كل المعلومات ستبقى سرية. ويمكن للطبيب أو غيره من الكبار أن يسأل عن استخدام السجائر عندما لا يكون الأب أو الأم في الغرفة حتى يتمكن المراهق من الحديث بحرية .
آثار التدخين على صحة الطفل :
تدخين الأطفال يعد من أسوأ الظواهر الاجتماعية ، حيث تكمن خطورته في :
- صغر حجم الطفل ووزنه المنخفض مقارنة بجرعة (النيكوتين) التي يتم استنشاقها .
- خلايا جسد الطفل في حالة نمو ومع سرعة التنفس يزيد ذلك من سرعة وصول سموم التدخين داخل الجسد حيث يترتب عليه إصابة الأجهزة الحساسة في الجسم كالمخ والأعصاب والعضلات وأجهزة الهضم والجهاز التنفسي .
- التدخين يؤثر على الحنجرة والبلعوم ويسبب أضراراً بالقصبة الهوائية .
الوقـــاية من التدخــيـن :
توجد العديد من الدراسات التي أجريت في اسباب التدخين ودوافعه وتقوم على عدد من الضرورات التالية:
1- ضرورة فهم الوالدين لاحتياجات الاطفال ومشكلاتهم : ويقصد بذلك فهدم الحاجات النفسية للطفل والاجتماعية والصحية والتصرف معهم بحكمة لإشباع احتياجاتهم ، حيث أن التدخين كما كشفت عنه الدراسات النفسية ما هو الا حل هروبي أو حيله دفاعية ضد القلق والتوتر والاحباط سببه الاهمال وعدم توفر الرعاية للطفل .
2- ضرورة تنظيم العلاقة بين الاباء والاطفال : ويقصد بذلك بأن نمط العلاقة بين الوالدين والطفل قد يكون له دور في التدخين ، حيث أن العلاقة القائمة على التسلط والنبذ أو الاهمال بين الاسرة والطفل أو الخلافات الاسرية وأساليب التنشئة الاجتماعية المضطربة قد تدفع الطفل للجوء للتدخين للتخفيف من القلق والضغوطات .
3- ضرورة توعية الاطفال في سن مبكرة بمخاطر التدخين وآثاره ضمن حملة إعلامية منظمة : ويقصد بذلك أن الغالبية العظمى من المدخنين بدأوا في التدخين في سن صغيرة بغرض التجريب أو التقليد ، ويمكن تجنبها لو علم الطفل بآثارها النفسية والاجتماعية والصحية ومدى خطورتها مبكرا.
المراجع :
- Mackay J, Eriksen M, Shafey O. The tobacco atlas. 2nd edn. Atlanta, GA: American Cancer Society; 2006
- النمو الانساني (الطفولة والمراهقة) / د.محمود عطا عقل